الاثنين، 18 أبريل 2016

هل يقضي الفيس بوك علي التلفزيون

تعزز مجموعات "فيسبوك" و"تويتر" و"ياهو" استثماراتها بشكل متزايد في خدمات البث المباشر، في خطوة قد تسحب البساط من تحت أقدام المحطات التلفزيونية التقليدية.
وقد يشكل ربيع العام 2016 نقطة تحول في تاريخ التلفزيون، إذ كشف موقع فيسبوك عن خاصيات جديدة لخدمة البث المباشر "لايف"، وأعلن تويتر التوصل إلى اتفاق لنقل مباريات الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية.
وفي أول شهر آذار/ مارس الماضي، أطلقت مجموعة "أمازون" برنامجها المباشر الأول، وهو برنامج يومي حول الموضة، واتفق "ياهو" مع اتحاد الهوكي على نقل المباريات نقلا مباشرا.
بين التقليدي والجديد
ويرى القيمون على فيسبوك أن خدمة البث المباشر تشكل "زاوية مختلفة" عما يقدمه التلفزيون التقليدي، حسب تعبير المسؤول في خدمة "لايف" فيدجي سيمو.
ووفقا للمحلل في مجموعة "ميديا ريسيرتش" تيم موليغان، يمكن للشبكات الكبرى أن تبدأ قريبا ببث برامجها على فيسبوك، بعدما كانت هذه البرامج لا تعرض لوقت طويل إلا بوسائل البث التلفزيوني العادية.
ويقول "سنصل بسرعة إلى مرحلة يصبح فيها الإنترنت المصدر الأول للاطلاع على المواد المصورة".
الإعلانات.. مصدر للدخل؟
ويتمحور السؤال الذي يبقى مؤرقا لشبكات التلفزة حول ما إن كان من الممكن أن تشكل الإعلانات التجارية عبر الإنترنت مصدرا كافيا للدخل، في حال انخرطت أكثر فأكثر في مواقع التواصل.
ويجيب المحلل في مجموعة "غارتنر" براين بلو بالقول "من الصعب معرفة إلى أي مدى يرغب الناس في مشاهدة هذه المحتويات الإعلانية، وإن كانت الشركات التجارية ترغب في دفع المال مقابل هذه الإعلانات".
ويطرح موليغان إمكان أن تطلق مواقع التواصل باقات من القنوات التلفزيونية التي تتطلب مشاهدتها اشتراكا ماليا.
ووفقا لبراين بلو، فإن مشكلة العائدات لن تكون هي القضية الكبرى الوحيدة التي ستعاني منها التلفزيونات في حال دخولها عالم مواقع التواصل.
ويشير، مثلا، إلى ضرورة أن يصل البث إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين، متسائلا: "هل من الممكن مثلا أن نشاهد حفل توزيع جوائز أوسكار على الإنترنت؟ قد يشكل ذلك تحديا تقنيا".
التوجه إلى الشراء
وتتطرق مجموعتا فيسبوك وتويتر إلى مقاربة مختلفة تماما في موضوع البث المباشر وهي شراء المحتويات، علما أنهما تعتمدان حتى الآن على المواد التي تنشر من دون مقابل.
وستدفع تويتر حوالي 10 ملايين دولار للاتحاد الأميركي لكرة القدم، مقابل نقل المباريات، وهو مبلغ بسيط مقارنة بعشرات مليارات الدولارات التي تدفعها الشبكات التلفزيونية الكبرى للحصول على حق البث، لكن هذا العقد وكذلك العقد الذي وقعته ياهو مع اتحاد الهوكي الأميركي، هو اتفاق تجريبي وليس حقا حصريا في النقل.
ولا يستبعد تيم موليغان احتمال أن تصبح شبكات فيسبوك وتويتر وأمازون يوما ما في موقع المنافسة المحتدمة مع كبرى محطات التلفزيون الرياضية، لكن ذلك دونه عقبة كبيرة، وهي أن "الحقوق الرياضية مجزأة كثيرا".
ويقول "إن أرادوا فعل شيء مشابه، أعتقد أن عليهم أن يتثبتوا من حصولهم على الحقوق كافة".
ويقتضي ذلك أن يحصل موقع التواصل على حق حصري في البث في كل العالم، وهذا أمر لم يسبق له مثيل.
المصدر: وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عن الكاتب

Fixed Menu (yes/no)